صمود لبنان في وجه مخططات إسرائيل انتقل من ساحة المعارك العسكرية إلى حرب الجواسيس ، حيث فوجىء الكيان العبرى في الشهور الأخيرة بعدة ضربات موجعة تمثلت في سقوط شبكات التجسس الإسرائيلية في لبنان الواحدة تلو الأخرى ، الأمر الذي أصاب قادته بصدمة بالغة .
ففي 23 مايو / أيار ، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الجهات الأمنية والإستخبارية الإسرائيلية تبدي سخطا وغضبا شديدين جراء تواصل سقوط شبكات التجسس في لبنان ، وحذرت تلك الجهات من أن لبنان بات يشكل اليوم خطراً على إسرائيل أكثر من أي وقت مضى بسبب تقدم مكانة حزب الله وتطوره من الناحيتين السياسية والعسكرية والدعم الإيراني له.
ومن جانبه ، أكد رئيس أركان جيش الإحتلال الإسرائيلى السابق دان حالوتس أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بذلت جهوداً كبيرة لاغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله ، لكنها فشلت.
ونقل التليفزيون الإسرائيلي عن حالوتس القول :" إنه منذ انتهاء حرب لبنان العام 2006 عملت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أكثر من مرة على اغتيال نصر الله ولكنها لم تنجح ".
وفي السياق ذاته ، صرح اليعازر تسفرير رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد" بأن أمن إسرائيل يحتم على الجهاز تكثيف نشاطه الاستخباراتي وتجنيد عملاء تكون مهمتهم الأساسية معرفة ما يخطط له نصر الله ضد إسرائيل.
وأضاف " إزاء الوضع في لبنان لا يمكننا إلا تكثيف النشاط الإستخباراتي على مختلف الأصعدة، والأمر لا يقتصر على تجنيد عملاء وإنما أيضا تطوير المعدات الإستخباراتية الحديثة وبينها طائرات من دون طيار".
واختتم تصريحاته ، قائلا :"لا شك في أن الذين يتم تجنيدهم للعمل مع إسرائيل يدركون تماما أن الموساد لا يمنحهم بوليصة تأمين على الحياة وأن احتمال الكشف عنهم أمر وارد ، ومن جهة إسرائيل لا يمكنها في مثل هذا الوضع أن تفعل شيئاً سوى تجنيد المزيد والبحث عن بدائل لمن ضبطوا".
التصريحات السابقة تؤكد أن إسرائيل لن تتوقف عن تجنيد المزيد من الجواسيس في لبنان ، ولذا خرج الأمين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله بتصريحات نارية في 22 مايو / أيار طالب خلالها بإنزال عقوبة الإعدام بعملاء إسرائيل ، قائلا في احتفال بالذكرى التاسعة لانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان :"ابدأوا الإعدام بالعملاء من الطائفة الشيعية".
هذا الطلب يأتي في إطار محاولات ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن لبنان ، ولا فرق في هذا الصدد بين سني ومسيحي وشيعي ، فالخيانة هى خيانة ولا دين لها.
أديب العلم وفك الشفرة
وكانت السلطات اللبنانية فاجأت إسرائيل بالإعلان عن إجهاض 18 شبكة تجسس تابعة للموساد خلال الأشهر الثلاثة الماضية ، كان آخرها في 18 مايو/ أيار عندما فر عميلان للموساد الإسرائيلي من جنوب لبنان إلى تل أبيب بعد أن ركنا سيارتيهما قرب الشريط الشائك المحاذي للخط الأزرق وتمكنا من التسلل بمساعدة عناصر من المخابرات الإسرائيلية.
أما البداية فكانت في الحادي عشر من إبريل / نيسان عندما اعتقلت السلطات اللبنانية العميد المتقاعد في الأمن العام أديب العلم وزوجته حياة صالومي وابن شقيقه جوزيف العلم وهم من بلدة رميش الجنوبية الحدودية وذلك بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.
ووفقا لمصدر أمني ، فإن اعتقال خلية العلم شكل ضربة كبيرة للموساد في ظل ما يتمتع به من امكانات وتقنيات وشبكات وخبرات خاصة ، وفسر كيفية الكشف عن شبكات التجسس السابقة ، قائلا :" إنه قبل سنة ونصف السنة بدأت عملية رصد مجموعة أهداف وكان بينها شبكة أديب العلم وتم القبض على أشخاص تبين أنهم غير متورطين لذلك تقرر تنويع وسائل العمل المتطورة جدا والتقليدية حيث كانت المعلومات جزءا منها ولكنها ليست كلها ، موضحا أنه من خلال التحقيقات تبين أن هناك توجها إسرائيليا في مرحلة ما لجعل معظم الشبكات نائمة ، حيث كانت تل أبيب تحضر لعمل أمني كبير جدا في لبنان يكون بديلا من العمل العسكري عبر محاولة الوصول إلى أهداف ونقاط حساسة جدا للمقاومة اللبنانية.
وتابع " الجانب الإسرائيلي كان يركز في حركته على أهداف للمقاومة شمالي نهر الليطاني بما في ذلك في البقاع وأن العلم كان محور رصد منذ سنتين ولكن بعد التنشيط الأخير للخلايا تم إلقاء القبض عليه وأنه تم اكتشاف تقنيات متطورة جدا للعمل والإتصال والرصد".
وأشار إلى أنه في الوقت نفسه كان يتم العمل على أهداف أخرى حيث تم إلقاء القبض في إبريل / نيسان أيضا على خليتين منفصلتين عن شبكة العلم ولا تمتان بأية صلة بها، الأولى تضم اللبناني "روبير إدمون .ك" ويسكن في منطقة عريض دبين القريبة من مرجعيون ويعمل مع أشقائه في تأجير الجرافات والآليات والرافعات الثقيلة وأحواله المادية أكثر من جيدة ويملك منزلا مجاورا لموقع سابق للإحتلال الإسرائيلي في تلة الشريقي دمرته المقاومة وقد جند المدعو روبير فلسطينيا يقيم في محلة الفيلات في صيدا ويعمل في إحدى شركات مستلزمات البناء في الزهراني وتم إلقاء القبض عليه حيث من المرجح أن يكون عمل هذه الشبكة قد بدأ بعد عدوان يوليو 2006.
وتابع "الخلية الثانية المنفصلة عن الأولى وعن شبكة العلم تضم اللبناني على حسين. م من بلدة زبدين ويقيم في النبطية ويملك فرنا وملحمة فيها وقد تم تجنيده منذ سنوات .
وكشف عن أن عمليات دهم منازل الأشخاص الثلاثة في مرجعيون وصيدا وزبدين أسفرت عن ضبط أجهزة كمبيوتر وأقراص مدمجة وهواتف خلوية دولية إسرائيلية كما صودرت سيارات المتهمين التي تحتوي على أجهزة متطورة تختص بكشف إحداثيات المناطق المنوي مراقبتها.
ورغم أن المصدر أكد أنه من المبكر جدا تحديد طبيعة عمل كل خلية إلا أنه قال :"دور إحداها ربما يتخطى الاستطلاع وجمع المعلومات إلى التنفيذ" ، مشيرا إلى أن الإحتلال الإسرائيلي كان يبدو مطمئنا من الناحية الأمنية في جنوب الليطاني لذلك ركز عمل خلاياه في شمال النهر أي في البقاع والضاحية والعاصمة من أجل رصد الجاهزية وتراكم عناصر القوة والردع لدى المقاومة.
وانتهى إلى التأكيد على وقوع الموساد الاسرائيلي في فخ التعليمات المركزية الموحدة التي أعطاها إلى عدد كبير من الخلايا بعد اكتشاف شبكة العلم وهو الأمر الذي أفسح المجال لاكتشاف خلايا أخرى .
نقلة نوعية
ومن جانبه ، علق مدير عام قوى الأمن الداخلي اللبناني اللواء أشرف ريفي على التطورات السابقة ، قائلا :" إن القوى الأمنية اللبنانية تمكنت من تفكيك البنى التحتية لنشاط الموساد من لبنان بشكل لافت وإنه يجري العمل للكشف عن المزيد من هذه الشبكات" ، مشيرا إلى أن الكشف عن خلية أديب العلم يعد مؤشرا حول نقلة نوعية في تعامل الأمن اللبناني مع هذه الإختراقات من جهة ووجود إقرار إسرائيلي بتنشيط العمل الإستخباراتي والأمني لجهاز الموساد الإسرائيلي بما في ذلك الشبكات النائمة من جهة ثانية.
وأضاف أنه منذ تاريخ توقيف الضابط اللبناني المتقاعد أديب العلم في العاشر من إبريل/نيسان 2009، تمكن الأمن اللبناني، ونتيجة متابعة كان قد تم التحضير لها على مدى حوالى 18 شهرا من تحقيق ضربة أمنية موجعة للموساد الإسرائيلي ، حيث كان العلم يعمل لصالح الموساد الإسرائيلي منذ سنوات طويلة حتى عندما كان في السلك الأمني وكانت مهمته جمع المعلومات عن الجيش اللبناني وحزب الله لصالح الموساد.
وتابع " فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي وبالتنسيق مع مديرية المخابرات في قيادة الجيش اللبناني وأمن المقاومة، تمكن عبر شبكة العلم، من فتح أبواب عدد كبير من شبكات التجسس الإسرائيلية في لبنان بواسطة معطى تقني كنا قد أضعنا مفاتيحه لفترة طويلة، فإذا بنا أمام (داتا) من المعلومات والمعطيات التي وفرت لنا الدخول على أكثر من مائتي هدف إسرائيلي محتمل على الأراضي اللبنانية".
وأضاف " كنا قبل إلقاء القبض على العلم قد وضعنا عددا من الأشخاص منذ مطلع العام 2007 تحت المراقبة، وكانت المسألة بالنسبة إلينا مسألة وقت، لكن التقنيات المتوافرة لدينا من جهة والعنصر البشري الكفوء من جهة ثانية ، والخطأ الإسرائيلي في التمويه والتضليل ثالثا، كل ذلك أفسح أمام دخولنا إلى معظم المنظومة الاستخباراتية الإسرائيلية في لبنان".
واستطرد ريفي قائلا " لقد انتظرنا من الإسرائيلي أن يقدم على أمر ما بعد انكشاف أمر العلم.. وبالفعل حصل ما كنا نتوقعه، بقي أمامنا عدد من الأهداف، التي صار من الصعب عليها أن تفلت من الطوق وقد قمنا بتعميم الأسماء المشتبه بها على كل المعابر الحدودية، برا وبحرا وجوا، لتفادي فرار بعض عناصر الشبكات، وكلما أنجزنا ملفا، سننقض على الهدف المحدد، في التوقيت المناسب، وبالنسبة إلينا، صارت مسألة وقت ليس إلا للكشف عن كافة شبكات التجسس الإسرائيلية ".
ويرى مراقبون أن التنسيق بين المقاومة والسلطات الأمنية في لبنان كان له الكلمة الفصل في إجهاض خلايا الموساد النائمة ، ويبدو أن إسرائيل لم تتعلم درس حرب تموز الأبرز وهو توحد اللبنانيين خلف المقاومة حتى وإن كانت هناك بعض الخلافات ، فإسرائيل كانت وستبقى العدو الأول للبنان.
وبالنسبة للمقاومة ، فإن الكشف عن هذا العدد الكبير من شبكات التجسس يصب بلا شك في صالحها من الناحيتين الأمنية والعسكرية كما يسجل لها إنجازا استخباريا يضاف لإنجازاتها العسكرية ، ويبقى الأمر الأهم وهو أنه اتضح بشكل كبير أن الموساد ليس ببعيد عن التفجيرات التي هزت لبنان في السنوات الأخيرة والتي كان البعض يلقي بمسئوليتها على سوريا.
ففي 23 مايو / أيار ، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الجهات الأمنية والإستخبارية الإسرائيلية تبدي سخطا وغضبا شديدين جراء تواصل سقوط شبكات التجسس في لبنان ، وحذرت تلك الجهات من أن لبنان بات يشكل اليوم خطراً على إسرائيل أكثر من أي وقت مضى بسبب تقدم مكانة حزب الله وتطوره من الناحيتين السياسية والعسكرية والدعم الإيراني له.
ومن جانبه ، أكد رئيس أركان جيش الإحتلال الإسرائيلى السابق دان حالوتس أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بذلت جهوداً كبيرة لاغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله ، لكنها فشلت.
ونقل التليفزيون الإسرائيلي عن حالوتس القول :" إنه منذ انتهاء حرب لبنان العام 2006 عملت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أكثر من مرة على اغتيال نصر الله ولكنها لم تنجح ".
وفي السياق ذاته ، صرح اليعازر تسفرير رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد" بأن أمن إسرائيل يحتم على الجهاز تكثيف نشاطه الاستخباراتي وتجنيد عملاء تكون مهمتهم الأساسية معرفة ما يخطط له نصر الله ضد إسرائيل.
وأضاف " إزاء الوضع في لبنان لا يمكننا إلا تكثيف النشاط الإستخباراتي على مختلف الأصعدة، والأمر لا يقتصر على تجنيد عملاء وإنما أيضا تطوير المعدات الإستخباراتية الحديثة وبينها طائرات من دون طيار".
واختتم تصريحاته ، قائلا :"لا شك في أن الذين يتم تجنيدهم للعمل مع إسرائيل يدركون تماما أن الموساد لا يمنحهم بوليصة تأمين على الحياة وأن احتمال الكشف عنهم أمر وارد ، ومن جهة إسرائيل لا يمكنها في مثل هذا الوضع أن تفعل شيئاً سوى تجنيد المزيد والبحث عن بدائل لمن ضبطوا".
التصريحات السابقة تؤكد أن إسرائيل لن تتوقف عن تجنيد المزيد من الجواسيس في لبنان ، ولذا خرج الأمين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله بتصريحات نارية في 22 مايو / أيار طالب خلالها بإنزال عقوبة الإعدام بعملاء إسرائيل ، قائلا في احتفال بالذكرى التاسعة لانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان :"ابدأوا الإعدام بالعملاء من الطائفة الشيعية".
هذا الطلب يأتي في إطار محاولات ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن لبنان ، ولا فرق في هذا الصدد بين سني ومسيحي وشيعي ، فالخيانة هى خيانة ولا دين لها.
أديب العلم وفك الشفرة
وكانت السلطات اللبنانية فاجأت إسرائيل بالإعلان عن إجهاض 18 شبكة تجسس تابعة للموساد خلال الأشهر الثلاثة الماضية ، كان آخرها في 18 مايو/ أيار عندما فر عميلان للموساد الإسرائيلي من جنوب لبنان إلى تل أبيب بعد أن ركنا سيارتيهما قرب الشريط الشائك المحاذي للخط الأزرق وتمكنا من التسلل بمساعدة عناصر من المخابرات الإسرائيلية.
أما البداية فكانت في الحادي عشر من إبريل / نيسان عندما اعتقلت السلطات اللبنانية العميد المتقاعد في الأمن العام أديب العلم وزوجته حياة صالومي وابن شقيقه جوزيف العلم وهم من بلدة رميش الجنوبية الحدودية وذلك بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.
ووفقا لمصدر أمني ، فإن اعتقال خلية العلم شكل ضربة كبيرة للموساد في ظل ما يتمتع به من امكانات وتقنيات وشبكات وخبرات خاصة ، وفسر كيفية الكشف عن شبكات التجسس السابقة ، قائلا :" إنه قبل سنة ونصف السنة بدأت عملية رصد مجموعة أهداف وكان بينها شبكة أديب العلم وتم القبض على أشخاص تبين أنهم غير متورطين لذلك تقرر تنويع وسائل العمل المتطورة جدا والتقليدية حيث كانت المعلومات جزءا منها ولكنها ليست كلها ، موضحا أنه من خلال التحقيقات تبين أن هناك توجها إسرائيليا في مرحلة ما لجعل معظم الشبكات نائمة ، حيث كانت تل أبيب تحضر لعمل أمني كبير جدا في لبنان يكون بديلا من العمل العسكري عبر محاولة الوصول إلى أهداف ونقاط حساسة جدا للمقاومة اللبنانية.
وتابع " الجانب الإسرائيلي كان يركز في حركته على أهداف للمقاومة شمالي نهر الليطاني بما في ذلك في البقاع وأن العلم كان محور رصد منذ سنتين ولكن بعد التنشيط الأخير للخلايا تم إلقاء القبض عليه وأنه تم اكتشاف تقنيات متطورة جدا للعمل والإتصال والرصد".
وأشار إلى أنه في الوقت نفسه كان يتم العمل على أهداف أخرى حيث تم إلقاء القبض في إبريل / نيسان أيضا على خليتين منفصلتين عن شبكة العلم ولا تمتان بأية صلة بها، الأولى تضم اللبناني "روبير إدمون .ك" ويسكن في منطقة عريض دبين القريبة من مرجعيون ويعمل مع أشقائه في تأجير الجرافات والآليات والرافعات الثقيلة وأحواله المادية أكثر من جيدة ويملك منزلا مجاورا لموقع سابق للإحتلال الإسرائيلي في تلة الشريقي دمرته المقاومة وقد جند المدعو روبير فلسطينيا يقيم في محلة الفيلات في صيدا ويعمل في إحدى شركات مستلزمات البناء في الزهراني وتم إلقاء القبض عليه حيث من المرجح أن يكون عمل هذه الشبكة قد بدأ بعد عدوان يوليو 2006.
وتابع "الخلية الثانية المنفصلة عن الأولى وعن شبكة العلم تضم اللبناني على حسين. م من بلدة زبدين ويقيم في النبطية ويملك فرنا وملحمة فيها وقد تم تجنيده منذ سنوات .
وكشف عن أن عمليات دهم منازل الأشخاص الثلاثة في مرجعيون وصيدا وزبدين أسفرت عن ضبط أجهزة كمبيوتر وأقراص مدمجة وهواتف خلوية دولية إسرائيلية كما صودرت سيارات المتهمين التي تحتوي على أجهزة متطورة تختص بكشف إحداثيات المناطق المنوي مراقبتها.
ورغم أن المصدر أكد أنه من المبكر جدا تحديد طبيعة عمل كل خلية إلا أنه قال :"دور إحداها ربما يتخطى الاستطلاع وجمع المعلومات إلى التنفيذ" ، مشيرا إلى أن الإحتلال الإسرائيلي كان يبدو مطمئنا من الناحية الأمنية في جنوب الليطاني لذلك ركز عمل خلاياه في شمال النهر أي في البقاع والضاحية والعاصمة من أجل رصد الجاهزية وتراكم عناصر القوة والردع لدى المقاومة.
وانتهى إلى التأكيد على وقوع الموساد الاسرائيلي في فخ التعليمات المركزية الموحدة التي أعطاها إلى عدد كبير من الخلايا بعد اكتشاف شبكة العلم وهو الأمر الذي أفسح المجال لاكتشاف خلايا أخرى .
نقلة نوعية
ومن جانبه ، علق مدير عام قوى الأمن الداخلي اللبناني اللواء أشرف ريفي على التطورات السابقة ، قائلا :" إن القوى الأمنية اللبنانية تمكنت من تفكيك البنى التحتية لنشاط الموساد من لبنان بشكل لافت وإنه يجري العمل للكشف عن المزيد من هذه الشبكات" ، مشيرا إلى أن الكشف عن خلية أديب العلم يعد مؤشرا حول نقلة نوعية في تعامل الأمن اللبناني مع هذه الإختراقات من جهة ووجود إقرار إسرائيلي بتنشيط العمل الإستخباراتي والأمني لجهاز الموساد الإسرائيلي بما في ذلك الشبكات النائمة من جهة ثانية.
وأضاف أنه منذ تاريخ توقيف الضابط اللبناني المتقاعد أديب العلم في العاشر من إبريل/نيسان 2009، تمكن الأمن اللبناني، ونتيجة متابعة كان قد تم التحضير لها على مدى حوالى 18 شهرا من تحقيق ضربة أمنية موجعة للموساد الإسرائيلي ، حيث كان العلم يعمل لصالح الموساد الإسرائيلي منذ سنوات طويلة حتى عندما كان في السلك الأمني وكانت مهمته جمع المعلومات عن الجيش اللبناني وحزب الله لصالح الموساد.
وتابع " فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي وبالتنسيق مع مديرية المخابرات في قيادة الجيش اللبناني وأمن المقاومة، تمكن عبر شبكة العلم، من فتح أبواب عدد كبير من شبكات التجسس الإسرائيلية في لبنان بواسطة معطى تقني كنا قد أضعنا مفاتيحه لفترة طويلة، فإذا بنا أمام (داتا) من المعلومات والمعطيات التي وفرت لنا الدخول على أكثر من مائتي هدف إسرائيلي محتمل على الأراضي اللبنانية".
وأضاف " كنا قبل إلقاء القبض على العلم قد وضعنا عددا من الأشخاص منذ مطلع العام 2007 تحت المراقبة، وكانت المسألة بالنسبة إلينا مسألة وقت، لكن التقنيات المتوافرة لدينا من جهة والعنصر البشري الكفوء من جهة ثانية ، والخطأ الإسرائيلي في التمويه والتضليل ثالثا، كل ذلك أفسح أمام دخولنا إلى معظم المنظومة الاستخباراتية الإسرائيلية في لبنان".
واستطرد ريفي قائلا " لقد انتظرنا من الإسرائيلي أن يقدم على أمر ما بعد انكشاف أمر العلم.. وبالفعل حصل ما كنا نتوقعه، بقي أمامنا عدد من الأهداف، التي صار من الصعب عليها أن تفلت من الطوق وقد قمنا بتعميم الأسماء المشتبه بها على كل المعابر الحدودية، برا وبحرا وجوا، لتفادي فرار بعض عناصر الشبكات، وكلما أنجزنا ملفا، سننقض على الهدف المحدد، في التوقيت المناسب، وبالنسبة إلينا، صارت مسألة وقت ليس إلا للكشف عن كافة شبكات التجسس الإسرائيلية ".
ويرى مراقبون أن التنسيق بين المقاومة والسلطات الأمنية في لبنان كان له الكلمة الفصل في إجهاض خلايا الموساد النائمة ، ويبدو أن إسرائيل لم تتعلم درس حرب تموز الأبرز وهو توحد اللبنانيين خلف المقاومة حتى وإن كانت هناك بعض الخلافات ، فإسرائيل كانت وستبقى العدو الأول للبنان.
وبالنسبة للمقاومة ، فإن الكشف عن هذا العدد الكبير من شبكات التجسس يصب بلا شك في صالحها من الناحيتين الأمنية والعسكرية كما يسجل لها إنجازا استخباريا يضاف لإنجازاتها العسكرية ، ويبقى الأمر الأهم وهو أنه اتضح بشكل كبير أن الموساد ليس ببعيد عن التفجيرات التي هزت لبنان في السنوات الأخيرة والتي كان البعض يلقي بمسئوليتها على سوريا.