الرئيسية
أحدث الصور
من طرف احساس شاعر الأربعاء يونيو 24, 2009 1:26 amالقاهرة : أكد الكاتب والمفكر المصري محمد حسنين هيكل أن خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في القاهرة كان مطلوبًا منه أن يؤثر فحسب، لا أن يقنع بأي شىء ، مشككًا في قدرة أوباما على إحداث تغييرات مفاجئة أو انقلابات كبرى في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح هيكل في الجزء الثاني من حواره مع صحيفة "الشروق" حول قراءته لخطاب الرئيس الأمريكي، ان أوباما جاء إلى العالم الإسلامي ليتحدث تحت عنوان "بداية جديدة" ، مشيرًا إلى أول عبارة قالها وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر عند هبوطه من الطائرة في مطار القاهرة في نوفمبر 1973 كانت "اللي فات مات".
وتابع هيكل :" 35 سنة مرت بين "اللي فات مات" و"البداية الجديدة"، ونحن وكأننا لم نتعلم شيئا خلال السنوات الـ35 الماضية".
وحول الهجوم الذي تعرض له خطاب أوباما من الدوائر الإسرائيلية ومن اليمين الأمريكي، قال هيكل :" أن يتصور أحد أنه يمكنه أن يستمع لكلام من رئيس أمريكي، أيا من كان، ويأخذه كما هو، فهو لا يفهم أمريكا. إسرائيل ركزت دائما على الكونجرس، فأمريكا ليست جمهورية موز "Banana Republic"، هذه دولة كبيرة ومتقدمة وديمقراطية، والتوجيه السياسى فيها للكونجرس".
وأكد هيكل أن أوباما يمكنه التصرف كما يشاء في إطار معين، وفي حدود سلطته، ولكن "أن تحدث تغييرات مفاجئة أو انقلابات كبرى في السياسة، فهذا أمر آخر". مشيرًا إلى أن الكونجرس هو المؤسسة التي ينظر إليها عندما يتعلق الأمر بتغيير كبير في السياسات، وليس ما يصرح به أى رئيس أمريكي، خاصة إذا كان بصدد شن حملة دبلوماسية عامة.
وأشار هيكل إلى ان الرئيس الأمريكى قادر على إجراءات كثيرة ولكنه أشار إلى وجود توجهات سياسية معقدة وقال:" دعنا مرة أخرى نتذكر ماذا فعل جيمس بيكر بعد مدريد، وإيقاف ضمانات القروض لإسرائيل بسبب سياسة الاستيطان، ودعنا نتذكر أيضا أن جورج بوش الأب وجه كلاما عنيفا جدا لإسرائيل في فترة معينة. كل ذلك يؤثر، ولكن ماذا حدث بعدها. بدأوا يتراجعوا عن إيقاف الضمانات خطوة بخطوة".
وحول اهتمام وسائل الإعلام بإقتباس أوباما للآيات القرآنية ، وكونه أول رئيس أمريكي يستخدم عبارة " القرآن المقدس" ، قال هيكل :" سمعت ما هو أكثر من ذلك، قيل لى إن أحدهم في الإذاعة قال إن أوباما بقى في جامع السلطان حسن لمدة أكثر مما كان مقررًا، مما مما يدل على إيمانه بالإسلام في دعائه، وهذا كلام شبيه بما كان يقال أيام زمان عن الشيخ هتلر".
وأشار هيكل إلى ان القوى الفاعلة الأن والمطلوبه بالتحرك هي العرب قائلا:" هذه الخطابات كلها تستهدف الدفع نحو حركة. الخطاب السياسي مقصود به جمهور معين، يقصد منه التأثير في لحظة معينة حتى يتسنى فتح المجال أمام تحرك ما. الخطاب سينسى، ولكن المهم هو ما سيسفر عنه من حركة، وفي هذا فإننا نحن المقصودين بالتأثير، وسنتحرك لنبحث ما يمكننا أن نعطيه، فهذه شيمة الضعفاء، ليس أمامهم إلا أن يعطوا".
وتابع هيكل في وصفه لشخصية أوباما:" أنت أمام رئيس من نوع مختلف. أمام رئيس نجم، وهو نجم استطاعت أمريكا تصديره للعالم الخارجي لكي يعطيها صورة جديدة. وأنا أعتقد أن السؤال المركزي المطروح حاليا هو: هل يقدر هذا النجم على أن يحول ما لديه من ضوء ساطع إلى طاقة فعل حقيقية؟. أذا أراد هذا فعلا، فالمكان لذلك ليس هنا، بل في الكونجرس. عليه أن يذهب إلى الكونجرس وأن يخوض مواجهته مع الكونجرس. المعركة الحقيقية هناك وليست عندنا هنا".
وأضاف هيكل:" نحن بالفعل أمام رئيس من نوع جديد، وهو ليس كيندي، فكيندي لم يظهر نجمه إلا بعد أزمة الصواريخ الكوبية. لكن هذا الرجل امتلك منذ اللحظة الأولى جميع خصائص النجم. ولكن مشكلة أوباما أنه لا يمتلك كثيرا من الخلفية وقاعدة القوة التى استند إليها كيندي. كيندي كان وراءه ولاية ماستشوستس، وكان وراءه أسرة من كبرى الأسر الأمريكية".
وأشار هيكل إلى أن إدارة أوباما لديها نفوذ وصلات وثيقة بالكونجرس، ولكن السؤال هو ما إذا كانت هذه الصلات ترشح هذه الإدارة لإحداث تغيير في السياسات أم للاستمرار في نفس السياسات؟ قائلا:" أوباما نفسه أجاب عن سؤالك. سألوه ما الجديد فى إدارتك، فهيلارى كلينتون كانت موجودة وكذلك جوزيف بايدن، وجيتس فى الدفاع وجيثنر فى وزارة المالية، فما الجديد في إدارتك، فكان رده: "أنا الجديد".
ووأضح هيكل" أن الولايات المتحدة دخلت أزمة إعادة توصيف وتحديد وصياغة دور تقود به العالم، وهى لم تصل بعد إلى قرار في هذا الأمر، فالعالم أصبح شديد التعقيد. أمريكا لم تصل إلى قرار، وأظن أنها تبحث عن شىء، تبحث عن أداء جديد، تريد أن تكسب وقتا، وأظن أن هذا ما يفسر مجىء أوباما".
وتابع هيكل:" أنت أمام ظاهرة استثنائية غير مسبوقة: رئيس أمريكي أسود. هذا في حد ذاته دليل على عمق الأزمة، فهذا الرجل من خارج السياق. أما إذا ما أدركت أمريكا أنها أصبحت في حاجة ماسة إلى تغيير حقيقى، وقررت أن تحدث هذا التغيير، فإنها يجب أن تأتي برئيس وراءه ما هو أكثر من بريق النجم، عليه أن يكون قادرا على الكونجرس، أى إنها تحتاج إلى فرانكلين روزفلت آخر".
وحول استقبال المثقفين المصريين لأوباما قال هيكل:" نحن لدينا عقدة العجز، نبحث عن مخلص. والمفارقة أن العالم الإسلامى لم يبد اهتماما يذكر بالزيارة ولا بالخطاب. حرصت على تتبع ما جاء في وكالات الأنباء حول استقبال الخطاب في باكستان، لا شىء، وفي الهند، لا شىء، وإندونيسيا في عالم آخر. أين إذن العالم الإسلامي الذي جاء أوباما ليخاطبه؟ أما عندنا فأوباما، أوباما. كم مرة ذكر اسم أوباما في الفترة الماضية. أكثر من اللازم بكثير، وفي هذه المبالغة إساءة للرجل، وفيه تعلق بأوهام حتى ولو كان بعضها طيبا".
وانتقد هيكل تطرق أوباما للاقليات في العالم الإسلامي وحديثه عن الموارنة والأقباط قائلا:" لم يعجبنى كلامه عن الموارنة والأقباط، واستفزني. ليس لأن قضايا الموارنة والأقباط لا تقتضى حديثا، ولكن لأن هذه قضايا عليه حين يتكلم فيها أن يتكلم فيها بجدية، موضوع الأقباط يتكلم فيه مع مبارك، وليس في خطاب في جامعة القاهرة. وأنا احترمت جدا رد بابا الأقباط، الذي رفض فيه أن يناقش هذه النقطة".
وتابع هيكل:" العالم يحتاج أمريكا، ففي كل عصر من العصور يحتاج العالم لدولة كبرى تتولى جزءا من إدارة أحواله. ولكن أمريكا بدورها تحتاج العالم، ولا يعنى احتياجها للعالم أن تسوقه أمامها
وأوضح هيكل في الجزء الثاني من حواره مع صحيفة "الشروق" حول قراءته لخطاب الرئيس الأمريكي، ان أوباما جاء إلى العالم الإسلامي ليتحدث تحت عنوان "بداية جديدة" ، مشيرًا إلى أول عبارة قالها وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر عند هبوطه من الطائرة في مطار القاهرة في نوفمبر 1973 كانت "اللي فات مات".
وتابع هيكل :" 35 سنة مرت بين "اللي فات مات" و"البداية الجديدة"، ونحن وكأننا لم نتعلم شيئا خلال السنوات الـ35 الماضية".
وحول الهجوم الذي تعرض له خطاب أوباما من الدوائر الإسرائيلية ومن اليمين الأمريكي، قال هيكل :" أن يتصور أحد أنه يمكنه أن يستمع لكلام من رئيس أمريكي، أيا من كان، ويأخذه كما هو، فهو لا يفهم أمريكا. إسرائيل ركزت دائما على الكونجرس، فأمريكا ليست جمهورية موز "Banana Republic"، هذه دولة كبيرة ومتقدمة وديمقراطية، والتوجيه السياسى فيها للكونجرس".
وأكد هيكل أن أوباما يمكنه التصرف كما يشاء في إطار معين، وفي حدود سلطته، ولكن "أن تحدث تغييرات مفاجئة أو انقلابات كبرى في السياسة، فهذا أمر آخر". مشيرًا إلى أن الكونجرس هو المؤسسة التي ينظر إليها عندما يتعلق الأمر بتغيير كبير في السياسات، وليس ما يصرح به أى رئيس أمريكي، خاصة إذا كان بصدد شن حملة دبلوماسية عامة.
وأشار هيكل إلى ان الرئيس الأمريكى قادر على إجراءات كثيرة ولكنه أشار إلى وجود توجهات سياسية معقدة وقال:" دعنا مرة أخرى نتذكر ماذا فعل جيمس بيكر بعد مدريد، وإيقاف ضمانات القروض لإسرائيل بسبب سياسة الاستيطان، ودعنا نتذكر أيضا أن جورج بوش الأب وجه كلاما عنيفا جدا لإسرائيل في فترة معينة. كل ذلك يؤثر، ولكن ماذا حدث بعدها. بدأوا يتراجعوا عن إيقاف الضمانات خطوة بخطوة".
وحول اهتمام وسائل الإعلام بإقتباس أوباما للآيات القرآنية ، وكونه أول رئيس أمريكي يستخدم عبارة " القرآن المقدس" ، قال هيكل :" سمعت ما هو أكثر من ذلك، قيل لى إن أحدهم في الإذاعة قال إن أوباما بقى في جامع السلطان حسن لمدة أكثر مما كان مقررًا، مما مما يدل على إيمانه بالإسلام في دعائه، وهذا كلام شبيه بما كان يقال أيام زمان عن الشيخ هتلر".
وأشار هيكل إلى ان القوى الفاعلة الأن والمطلوبه بالتحرك هي العرب قائلا:" هذه الخطابات كلها تستهدف الدفع نحو حركة. الخطاب السياسي مقصود به جمهور معين، يقصد منه التأثير في لحظة معينة حتى يتسنى فتح المجال أمام تحرك ما. الخطاب سينسى، ولكن المهم هو ما سيسفر عنه من حركة، وفي هذا فإننا نحن المقصودين بالتأثير، وسنتحرك لنبحث ما يمكننا أن نعطيه، فهذه شيمة الضعفاء، ليس أمامهم إلا أن يعطوا".
وتابع هيكل في وصفه لشخصية أوباما:" أنت أمام رئيس من نوع مختلف. أمام رئيس نجم، وهو نجم استطاعت أمريكا تصديره للعالم الخارجي لكي يعطيها صورة جديدة. وأنا أعتقد أن السؤال المركزي المطروح حاليا هو: هل يقدر هذا النجم على أن يحول ما لديه من ضوء ساطع إلى طاقة فعل حقيقية؟. أذا أراد هذا فعلا، فالمكان لذلك ليس هنا، بل في الكونجرس. عليه أن يذهب إلى الكونجرس وأن يخوض مواجهته مع الكونجرس. المعركة الحقيقية هناك وليست عندنا هنا".
وأضاف هيكل:" نحن بالفعل أمام رئيس من نوع جديد، وهو ليس كيندي، فكيندي لم يظهر نجمه إلا بعد أزمة الصواريخ الكوبية. لكن هذا الرجل امتلك منذ اللحظة الأولى جميع خصائص النجم. ولكن مشكلة أوباما أنه لا يمتلك كثيرا من الخلفية وقاعدة القوة التى استند إليها كيندي. كيندي كان وراءه ولاية ماستشوستس، وكان وراءه أسرة من كبرى الأسر الأمريكية".
وأشار هيكل إلى أن إدارة أوباما لديها نفوذ وصلات وثيقة بالكونجرس، ولكن السؤال هو ما إذا كانت هذه الصلات ترشح هذه الإدارة لإحداث تغيير في السياسات أم للاستمرار في نفس السياسات؟ قائلا:" أوباما نفسه أجاب عن سؤالك. سألوه ما الجديد فى إدارتك، فهيلارى كلينتون كانت موجودة وكذلك جوزيف بايدن، وجيتس فى الدفاع وجيثنر فى وزارة المالية، فما الجديد في إدارتك، فكان رده: "أنا الجديد".
ووأضح هيكل" أن الولايات المتحدة دخلت أزمة إعادة توصيف وتحديد وصياغة دور تقود به العالم، وهى لم تصل بعد إلى قرار في هذا الأمر، فالعالم أصبح شديد التعقيد. أمريكا لم تصل إلى قرار، وأظن أنها تبحث عن شىء، تبحث عن أداء جديد، تريد أن تكسب وقتا، وأظن أن هذا ما يفسر مجىء أوباما".
وتابع هيكل:" أنت أمام ظاهرة استثنائية غير مسبوقة: رئيس أمريكي أسود. هذا في حد ذاته دليل على عمق الأزمة، فهذا الرجل من خارج السياق. أما إذا ما أدركت أمريكا أنها أصبحت في حاجة ماسة إلى تغيير حقيقى، وقررت أن تحدث هذا التغيير، فإنها يجب أن تأتي برئيس وراءه ما هو أكثر من بريق النجم، عليه أن يكون قادرا على الكونجرس، أى إنها تحتاج إلى فرانكلين روزفلت آخر".
وحول استقبال المثقفين المصريين لأوباما قال هيكل:" نحن لدينا عقدة العجز، نبحث عن مخلص. والمفارقة أن العالم الإسلامى لم يبد اهتماما يذكر بالزيارة ولا بالخطاب. حرصت على تتبع ما جاء في وكالات الأنباء حول استقبال الخطاب في باكستان، لا شىء، وفي الهند، لا شىء، وإندونيسيا في عالم آخر. أين إذن العالم الإسلامي الذي جاء أوباما ليخاطبه؟ أما عندنا فأوباما، أوباما. كم مرة ذكر اسم أوباما في الفترة الماضية. أكثر من اللازم بكثير، وفي هذه المبالغة إساءة للرجل، وفيه تعلق بأوهام حتى ولو كان بعضها طيبا".
وانتقد هيكل تطرق أوباما للاقليات في العالم الإسلامي وحديثه عن الموارنة والأقباط قائلا:" لم يعجبنى كلامه عن الموارنة والأقباط، واستفزني. ليس لأن قضايا الموارنة والأقباط لا تقتضى حديثا، ولكن لأن هذه قضايا عليه حين يتكلم فيها أن يتكلم فيها بجدية، موضوع الأقباط يتكلم فيه مع مبارك، وليس في خطاب في جامعة القاهرة. وأنا احترمت جدا رد بابا الأقباط، الذي رفض فيه أن يناقش هذه النقطة".
وتابع هيكل:" العالم يحتاج أمريكا، ففي كل عصر من العصور يحتاج العالم لدولة كبرى تتولى جزءا من إدارة أحواله. ولكن أمريكا بدورها تحتاج العالم، ولا يعنى احتياجها للعالم أن تسوقه أمامها
